الجمعة، 7 سبتمبر 2012

نداء من الصميم





قال لي ذات مرة
في حوار
أتعلمي أن كل من جال
أرجائي أصابه
الدوار
قلت جئتك سائلة محتارة
علني أجد لشأني
القرار
قال: الاسم
قلت: نداء
و في بلدي جلت كل الأرجاء
علني أجد لسقمي الدواء
أعيش في بلد تدعى فلسطين
تعاني من صمت أخوتها الجبار المهين
تحاول أن تلملم أبنائها
من بين دير ياسين و حطين
متأرجحة ما بين حاضر مزر و ماض ثمين
قال: أكملي
استرسلي
لكن رجاءا
لا تصمتي
قلت: سؤال واحد يطارد مهجتي
أما آن لعناقيد العنب أن تنضج؟
هل سأنتظر كثيرا حتى تقذف أمواجك الأسرة في المروج؟
أم ستذبح البنادق على أبواب المساجد قبل أن تداس الزناد؟
قال: و كم من العمر تكبرين؟
قلت عمري بعمر ظلال الياسمين
أكبر كلما أشرقت صفراء الجبين
أعيش على إيمان ابن الخطاب
و أتغذى على شجاعة صلاح الدين
قال: و ماذا بعد؟
قلت: خرجت من تحت ركام الأنام
من بين رائحة العفن
حيث أرواح أيقظتها الآلام
على نغم شعب و حكام
تتراقص إشارات استفهام
قال: عالم عجيب هذا
يسكبون الحليب على السجادة
و في المساء يتسامرون
مع قدح قهوة, قائلين
من أين أتى هذا؟
قلت: قد تفشت البقع في الأشرعة
و نخر السوس عظام الأحصنة
و بقيت ظلالنا عالقة
بغصون عوسجة
و لازلنا على الأرض بالطباشير
نرسم قطع مربعة
نسن قوانين لعبة جديدة
نتحايل على خبر متسكع في الجريدة
قال: أي مرض عضال هذا !
الذي يتغذى على السذاجة
يجعل البطل منا كالدجاجة
يتفشى في بياض سحابنا بسلاسة
قلت: في اللاشئ سر دفين
قمة و طاولة مستديرة
و أقلام و صندوق رصين
قال: أمضي بين أمواجي فلعل شمس أشرعتي
تعيد مجد الأجداد
أو توقظ ضمائر
كانت في عداد الأموات.