الجمعة، 14 ديسمبر 2012

حققنا جزئا من النصر


بعد مضي أكثر من أسبوعين وبعد العدوان الأخير على غزة, يدور في ذهني سؤال قد طرحه محمود درويش من قبلي. هل كلنا شهداء؟!
سؤال لا أستطيع الاجابه عنه يا درويش إلا بسؤال آخر؟ هل نحن الفلسطينيون أحياءً أم أموات؟! هل انتصرنا فعلا كما يقال أم أننا توهمنا ذلك وعشناه؟!
لازالت تتطاير أمام مقلتاي صورا من ذلك الماضي المؤلم القريب.. فمن كان يتوقع كل هذه الضحايا التي سقطت على حين غرة وبقرار  بسيط من معتدي غير إنساني؟!
 وخلال قراءتي للأحداث الصعبة التي مر بها شعبنا وبخبرتي البسيطة ببعض جوانب الحياة, سمعت عن جندي يقتل بسبب مخالفة ما. رئيس يعدم لارتكابه جرما ما. قائد لحزب سياسي ينفى لبلد آخر لتفوهه برأي ما. و لكني لم أرى أطفالا يقتلون بدم بارد وذنبهم الوحيد أن أباهم كان يدافع عن أرض بلاده!
 لم أقرأ يوما بأي كاب سماوي أو تشريع وضعي أية نصوص تبيح إراقة دماء الأطفال و تشويه معالم طفولتهم البريئة!! لم تستوقفني أيا من مواد القانون الدولي أو اتفاقاته  تحث على قتل الاعلامين أو بتر أعضائهم!!
ليس للإرهاب دين.. حقوق الإنسان.. الديمقراطية وسيادة القانون""
عبارات سمعتها كثيرا تداولتها وسائل الإعلام. لكني أستغرب ومع الأحداث المتعاقبة في كل يوم خصوصا في منطقتنا عدم احترامها وتطبيقها, أمر غريب وفي وسط هذا التطور الهائل التي تتجه له  الحياة البشرية وتوجه الشعوب نحو التنمية والإنسانية وما زال العديد من المجتمعات يقف حائرا أمام هذه القيم والمبادئ لعدم تطبيقها!!
يبدو أن الأمر أكثر تعقيدا مما عليه
!!
 ويبدو أن لهذه المصطلحات معنا آخرا نجهله نحن الفلسطينيون غير الذي عرفناه وتعرفه البشرية جمعاء أو لربما عاجزون عن فهمه !!  كل الاحتمالا تبدو جائزة الآن في زمن الديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي. . . !
ما استطعت استنتاجه حتى الآن أن انتهاكات حقوق الإنسان تتخذ مساقا وتعريفا آخرا بنظر كل من الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائهم بالعالم.








 أما بالنسبة للاتفاقيات الدولية المتعاقبة التي هي وبالأساس لمصلحة البشرية وخدمة للأمن والسلم الدوليين كاتفاقية جينيف و غيرها فلا عجب على من لا يحترم تلك المبادئ والقيم الإنسانية السامية اختراقها و كأنها لم تكن.
لقد بدأ العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة باستهداف أحد القادة السياسيين من أبنا فلسطين ظنا منهم بأن الامور ستكون لصالحهم كما هي الحال في كل مرة. ولا استطيع الجزم أن الامور كانت لصالحنا هذه المرة أيضا مع هذا العدد الكبير من الضحايا شهداءا و جرحى, ولكن غزة وكل فلسطين حققت شيئا مهما في تلك الأيام وبعدها..
فمن كان ليعتقد أن قوة بعظمة قوى الاحتلال الإسرائيلي سيصيبها هذا الكم من الخسائر. و من كان ليعتقد بأن قوة كهذه ستخشى قذائفا بدائية و تسعى لتعجيل تحقيق إيقاف إطلاق النار!!
رغم الضحايا و رغم الدماء و رغم الآلام إلا أنك لكم تبدو صامداً و عظيما و قت الشدائد يا شعبي صمدت بجبهتك الداخلية وقاتلت لنزع اعتراف ولو جزئي بالمحافل الدولية. . . أفهمتهم أن حق تقرير المصير لن يتوقف عند الشعب الفلسطيني بل هو مطلب أول له وسيحارب لتحقيقه بكل الوسائل !!
وأريدكم معي أن تتنبهوا للآتي ففي ترجمة للدكتور ناصر اللحام الإعلامي الفلسطيني المعروف لإحدى الصحف العبرية ان وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود بارك وفي زيارة له لإحدى فرق جيش الاحتلال على الحدود مع قطاع غزة يحثهم ويأمرهم بأن يستعدوا في أي لحظة لاجتياح بري فتلقى ردا من أحد الجنود قائلا : " أتريدنا أن دخل غزة بريا لمن؟ و لماذا؟ اذا أردت قتل هدف ما فلتقتله بالطائرة...أما بالنسبة للحرب البرية فهي خسارة محتمة لنا و لن نحصد منها شيئا سوى موتنا !! "
شخصيا , قد تكفيني هذه الجملة لأستنتج أننا حققنا جزئا من النصر . . . فليحيا صمود شعبنا المناضل على مر الزمن و تحيا فلسطين حرة أبية
.

الجمعة، 23 نوفمبر 2012

We Palestinians teach life,Sir






   I woke up Thursday morning on the sound of a missile throw me out of my bed. I then realized it was a raid on a house in my neighborhood. The shucked news was that the victim is a two years old child. At the afternoon I heard people shouting and gathering in the street. The father holds his son in his hands, crying and walking with a crowed shouting “to paradise oh little child, to paradise”. I could no longer look, closing the window and crying while thinking of his injured mother in the hospital. What does she feel like now, absolutely not good!
   This feeling of depression reached the peak when I saw the massacre of Al-Dalou family. Four children were killed in a savage way along with their parents. What I am sure of now is that whatever I write about this horrible genocide, this up normal act will not describe what really happened and will not be enough. My ink is helpless, I cannot find the words. I lost my way of comprehension in front of these innocents smiles covered with blood. Hijazi family, Yosra Al-Shawa, Abdulrahman Naieem, Ranan Arafat and other innocent angels, please rest in peace you are in a better world now.
   So, dear world stop acting like you care with your fake condemnation to the Israeli acts. Dear Arab League enough conferences. We are sick of your words, we need serious acts. Stop blaming each others, describing yourselves as ewe, while this word is not enough to show your humiliation. Stop singing for us, because we know exactly when to sing. Stop weeping for us, because we know exactly how to cry.
    The eighth day of the Israeli aggression on Gaza passes, and the world still watches silently. Honestly, I can no longer look at the photos of the martyrs and injured people.  Civilians, children, women, and elderly people all were killed in such a horrible way. Sleeplessly and frustratingly, I wonder every night, what was their fault? How many other innocent people will be killed? Dear world, do not you consider such acts terrorism?!!
   At the evening I heard some news about ceasefire under the auspices of the Egyptians. A truce!! I am sorry dear Mr. President Mursi, but I expected more!
   So, dear world let me say this, we are not naïve! We know exactly how things go. And we do not need your help any more. From now on we can handle it. Dear world, we Palestinians do not die. “We Palestinians teach life sir”. We can create beauty among this destruction. We can plant flowers in the middle of death. The smell of our blood gives us the strength and determination to move on. This primitive force frightened one of the most powerful armies in the world. Dear Arab leaders, those primitive people restored dignity for the whole Arab world which you lost.   


الثلاثاء، 9 أكتوبر 2012

حكايات في صور





بالرغم من انني اخترت ارتداء الحجاب عندما كنت في السابعة عشرة من عمري معارضة بذلك رغبة والدي الذي كان يرى انني استعجل الامور و انني ينبغي علي ان أتروى قبل اتخاذ قرار كبير كهذا القرار, إلا انني شعرت بشيء ما بداخلي يدق بالأعماق حين رأيت صور هؤلاء الاطفال. أو كما تنطق صورهم هؤلاء النساء الصغيرات. لا أذكر شيء في كتاب الله او في سنة رسوله يحث على قتل الطفولة. أنا لا أعارض ديانتي حاشى لله ولا أعارض فروضها. لكني أعلم اننا نمتلك ايسر ديانة في تاريخ البشرية و أحن ديانة على البشرية. فلا أذكر شيئا عن تقييد الفتيات الصغيرات بقيود الديانة. و لي من العلم ما يكفي ليخبرني ان هؤلاء الفراشات الصغيرات لم يبلغن سن ارتداء الحجاب بعد. لا أقول هذا من داعي كرهي للحجاب فانا كما سبقت ذكرا محجبة و على اقتناع تام به. إلا انني أرفض القيود و أكره ان أرى  احلام البراءة تضيع في ركام الايام و أنا واقفة لا احرك ساكنا.
و بما انه ما بيدي حيلة سوى الكتابة لذلك قررت أن أكتب. و لأكون صريحة فقد واجهت صعوبة بالغة في ترجمة هذه الصور التي يكاد يلغي الالم ملامحها و تكاد تحجب صرخاتها الايقونات عن عيوني. و كأنني كنت أرفع عنها أكوام غبار من الإهمال و خيوط عذاب تربطهم من جميع الجهات. لم استطع ان ابتعد عن هذه الصور إلا و قد أكون قمت بشئ ما تجاه من يسكنها. أكاد اسمع اصوات ضفائر هؤلاء الفتيات الصغيرات و هي تصرخ بالله عليكم أريد ان أرى الشمس و استمتع بنسائم الصباح.  تلك العيون المكبلة بالقيود. حزن شديد يختزن في أعماق هذه المقل يحمل رائحة الصدى من شدة الاهمال. وجوه متسخة بالأتربة .
 لفتت انتباهي الفتاه في اول صورة و هي واقفة للمصور كمن يقف لشرطي, و تنظر للكاميرا بأعين يسكنها الخوف من والدها الذي يقف خلفها. ترى و لو لم يكن واقفا خلفها هل كنت لأشعر بيد الخوف تخرج من الصورة لتجذبني نحوها! و هذا ما جعل أفكاري تقودني لمكان بعيد حيث الأب. فيما كان يفكر؟ و هل كانت وقفته تهديدا لها؟ و كأن بوقوفه بجانب باب غرفة الصف يقول لا مفر لكي إلا من هنا.  كنت أتمنى لو أنني رأيت ملامح وجهه. هذا الفضول ينخر في زوايا دماغي الان. مما هي خائفة و لما كل هذا الصمت المعشعش في عيونها؟ لما تبدو واقفة بلا حراك و كأنها تخاف ان تخطو خطوة للأمام فتتعثر بنظرات والدها. أم ربما هي خائفة مما يخفيه في جيبه. أتساءل كم من العمر مضى على هاتين العينان و هما ترقدان في السبات الشتوي للاحياه. و كم من العمر مضى على هذا العنق المكبل بالقماش الابيض؟ و هذه المقاعد الدراسية خلفها. ثلاثة مقاعد. ثلاثة مراحل حياتية... ثلاثة كراسات رسمت عليها فراشات ملونة في الحقل تطير... ثلاثة أثواب تحلم بارتدائها بالعيد... ثلاثة أحذية بألوان زاهية تحتار عند ارتدائها... ثلاثة علب لطلاء اظافر يحمل نكهه ربيع قادم... ثلاث روايات رومانسية تحملها لأرض الاحلام... ثلاث لوحات جدارية تزين بها غرفتها... لا انتظر أجوبة. فالأشياء هنا تبدو بلا نهاية أو هكذا تقول الصورة!
للصورة الثانية حكاية ثانية.  استسلام, رضوخ, نهاية في الامل اللاأمل منه. تلك الكتب المدرسية و الاوراق المهترئة بين يداها الصغيرتين, كأنها تخشى عليهم من شيء ما. هل هناك أصعب من أن تستيقظ كل يوم وأنت تشعر بأن كل ما تحبه و ترغب به مهدد بالزوال في أي لحظة. الخوف من الحرمان و الفقدان يعزز عتمة الصورة. أتساءل أوصلت هذه الفتاة من العمر حد اليأس لترتدي لونا داكنا كهذا اللون.  للحظة بدأت ألوم الثوب. لو أنها كانت ترتدي ثوبا زاهي اللون لما شعرت أنا بالإحباط لهذه الدرجة. لكنه هو الثوب من منع اشعة الشمس الذهبية من غزل خيوطها السحرية لهذه الانسة الصغيرة!  هو الثوب من يحرمها متعة القراءة و الكتابة بشهية مفتوحة للعلم!  هو الثوب من قيد يديها!  هو الثوب من يهدد كتبها!  هو الثوب من يسكب الحيرة في عيناها!  كم وددت لو أمد يدي لداخل الصورة و اقتلعه عن جسدها الصغير و ألبسها غيمة بيضاء تحملها للسماء حيث الامان و الطمأنينة! لا أنتظر أجوبة. فالأشياء هنا تبدو بلا نهاية أو هكذا تقول الصورة!
للصورة الثالثة حكاية أخرى.  منذ نظرت للصورة وقعت عيناي على يد الفتاة الصغيرة. فورا ارتسمت في مخيلتي الصحراء القاحلة و جذور النباتات فيها التي تخرج من الارض من قلة الماء. و كأن يدها تتعطش لمياه الحرية  التي ستحررها من قيود المجتمع القاحل. أو لكأنها قد تعبت من تشبثها بالغطاء الابيض فوق رأسها خائفة من انزلاقه عن شعرها. كل هذه الافكار جعلتني أتساءل ماذا لو انزلق ذلك الغطاء فعلا؟  لا أنتظر أجوبة. فالأشياء هنا تبدو بلا نهاية أو هكذا تقول الصورة!
أما الصورة الأخيرة فهي ما أثارت غضبي. خيمة زرقاء بمقاس امرأة, أو هذا ما يبدو على الأقل. من الخارج تبدو الخيمة هادئة جدا لكنها من الداخل تحتوي على صرخات و جسد يتخبط في الزوايا من أجل الخروج.  تجلس على بضع درجات مكتفة يداها معلنة استسلامها الأبدي. لقد ألقت أبريق حياتها أرضا فأرتطم بالأرض و انكسر, و عندما أنكسر بلل ثيابها بما تبقى فيه من ماء صالح للحياة. ترى هل هي جميلة؟ عيناها تحملان لونا داكنا ام فاتحا؟ شعرها أهو ناعم أم مجعد؟ تمتلك بشرة سمراء أم شاحبة؟ لا يوجد فرق من وجهة نظري فجدار القماش أذاب ملامحها و عجنها بتفاصيله. ليست بحاجة لأن تكون شقراء او سمراء, ذات عينان داكنتان أو فاتحتان  بعد الآن. متخذة مكانا في أحدى الدرجات الثلاث. درجات الايام... درجات الحياه... درجات المجتمع ! لا أنتظر أجوبة. فالأشياء هنا تبدو بلا نهاية او هكذا تقول الصورة!

في كل صورة من هذه الصور حكاية و بعد كل حكاية أجد نفسي ملقاة في الزوايا المربعة ألملم ما تبقى من نفسي بعد أن تجولت داخل هذه الصور. لا أصعب من ظلم الإنسان لنفسه حين يظلم غيره من منطلق القوة. و لا أبشع من تعطيل عقولنا عن العمل و اعلان عبوديتنا لعادات من سبقونا راكعين لها على أقدامنا لنعلن لها الولاء التام. ولا أفظع من طمس ملامح الإنسانية بالمشاعر السوداء. فكم من الرائع سيكون الكون لو أننا ننسى كبريائنا للحظة و نعيد ترميم شروخ جدران الحياة في قلوب الملايين من البشر المدفونة بينما هي لاتزال على قيد الحياة.

الاثنين، 1 أكتوبر 2012

My Experience in Model United Nations Palestine 2012

My homeland, My homeland "
Glory and beauty, Sublimity and splendor
Are in your hills, Are in your hills
Life and deliverance, Pleasure and hope
Are in your air, Are in your Air
Will I see you? Will I see you?
Safe and comforted, Sound and honored
Will I see you in your eminence?
Reaching to the stars, Reaching to the stars
" My homeland, My homeland




















These words were the end of the Model United Nations Palestine 2012, Where the General Assembly declared Palestine as a Member State at the United Nations. I could not hold back my tears, wishing that this dream will become a truth one day. Hundreds of Palestinian young youth had participated in this historical event which was held in Palestine for the first time, in Rashad al-Shawwa hall. Model United Nations Palestine 2012 was one of the most unforgettable experiences I have ever had in my whole life. I felt so proud of being a Palestinian, working together with my colleagues enthusiastically full of hope that our voice will be heard some day. The atmosphere of the event was amazing. It unified the whole Palestinian people under the umbrella of one word “Palestine”. Those young youth did what their leaders could not. They stand all together in one Place with shining eyes full of hope and love for their home land, letting go any kind of hatred. Only one flag was fluttering there, the Palestinian flag with its amazing colors. The idea of the conference was based on the simulation of the United Nations in full board. Some people joined the General Assembly, others joined the ECOSOC, and others joined the UNDP. For me I represented Germany in the Security Council. The whole experience was a useful one for every one of us. On the one hand, we showed the world that we can stand for our cause. On the other hand, now we know how was it when the United Nations refused Palestine’s membership request  , we knew more about the diplomatic life. It was also a kind of cultural exchange. Every participant had to search for information about  the country he represents. The conference was about three days. Yet the third day was the best when Palestine’s membership request has been accepted by the General Assembly. Directly, after announcing this, the beautiful Yassmeen Khader stepped to the stage to sing Mawtini. Right behind her we stand holding candles. I cannot express how I felt that moment. I felt like I’m so responsible for every violation towards my country and my people. I felt responsible for all those martyrs who died for the sake of their country. As if they were in front of me saying do not let our blood in vain.

الجمعة، 7 سبتمبر 2012

نداء من الصميم





قال لي ذات مرة
في حوار
أتعلمي أن كل من جال
أرجائي أصابه
الدوار
قلت جئتك سائلة محتارة
علني أجد لشأني
القرار
قال: الاسم
قلت: نداء
و في بلدي جلت كل الأرجاء
علني أجد لسقمي الدواء
أعيش في بلد تدعى فلسطين
تعاني من صمت أخوتها الجبار المهين
تحاول أن تلملم أبنائها
من بين دير ياسين و حطين
متأرجحة ما بين حاضر مزر و ماض ثمين
قال: أكملي
استرسلي
لكن رجاءا
لا تصمتي
قلت: سؤال واحد يطارد مهجتي
أما آن لعناقيد العنب أن تنضج؟
هل سأنتظر كثيرا حتى تقذف أمواجك الأسرة في المروج؟
أم ستذبح البنادق على أبواب المساجد قبل أن تداس الزناد؟
قال: و كم من العمر تكبرين؟
قلت عمري بعمر ظلال الياسمين
أكبر كلما أشرقت صفراء الجبين
أعيش على إيمان ابن الخطاب
و أتغذى على شجاعة صلاح الدين
قال: و ماذا بعد؟
قلت: خرجت من تحت ركام الأنام
من بين رائحة العفن
حيث أرواح أيقظتها الآلام
على نغم شعب و حكام
تتراقص إشارات استفهام
قال: عالم عجيب هذا
يسكبون الحليب على السجادة
و في المساء يتسامرون
مع قدح قهوة, قائلين
من أين أتى هذا؟
قلت: قد تفشت البقع في الأشرعة
و نخر السوس عظام الأحصنة
و بقيت ظلالنا عالقة
بغصون عوسجة
و لازلنا على الأرض بالطباشير
نرسم قطع مربعة
نسن قوانين لعبة جديدة
نتحايل على خبر متسكع في الجريدة
قال: أي مرض عضال هذا !
الذي يتغذى على السذاجة
يجعل البطل منا كالدجاجة
يتفشى في بياض سحابنا بسلاسة
قلت: في اللاشئ سر دفين
قمة و طاولة مستديرة
و أقلام و صندوق رصين
قال: أمضي بين أمواجي فلعل شمس أشرعتي
تعيد مجد الأجداد
أو توقظ ضمائر
كانت في عداد الأموات.

الخميس، 26 يناير 2012

رجل الساعة


قلب الصفحة الأولى بعناية عله يريد أن يترك علامة ما أو لربما هنالك خبر ما أستحوذ تفكيره. أمر طبيعي في وسط حالة من الصراع السياسي الذي أصبح جزئا لا يتجزأ من عالمنا العربي. أما أنا فأخذت أتأمل ملامح وجهه كيف تنفعل و تتغير كلما قرأ خبرا ما. يرتشف حفنة من الشاي كطفل مدلل, تداعب شفتاه سطح الكأس ثم تبتعد عنها. تمر نسمات من الهواء العليل بين الكأس و شفتاه تحرمني متعة تأمل تلك القطرات الندية على حافة الكأس مما أخلفت شفتاه. هاهو اللون الأحمر يلتصق بوجهه مرة أخرى, يسكنه في شحوب. أهو إذا خبر عن سوريا, مصر, ليبيا, أو يا ترى اليمن؟ لا فرق بين أي واحدة منهم الآن فالموت و الضياع أصبحا قاسما مشترك!
هل سأتمكن من رؤية ملامح الفرح مرة أخرى في تلك العينين؟ لازلت أبحث عن طريقة تسعده, تمسح أثر الحزن, تعيد البريق لعينين متعبتين أجهدهما السهر قبل أن ارحل. قبل أن اتركه في يدي أمراه أخرى . قبل أن اكسر قيودي و أتحرر منه!
انه يتمركز في صفحة ما, يضع علامة برأس قلمه على ذلك السطر, يبدو واثقا من نفسه هذه المرة رغم أني عهدته مترددا تائها في الزوايا ما بين عقله و قلبه. كم أنا بارعة في قرأته, فهو ينسى أن يضع شيفرة لقفله في كل مرة أراه فيها. بيد أن يداه لم ترتجفا للحظة أثناء مرور القلم على الورقة هذه المرة. تلك الأخبار المحبطة لم تحرك فيه ساكنا. و لكن لما لا يكون قد اعتاد خيبة الأمل فكل ما يجري في غزة الآن يزيد من نسبة اللاشعور في دمنا.  حتى أننا نكاد أن نبيع منها و نصدر للدول المجاورة. و لما لا يا لها من فكرة  فالشباب الآن يعانون من البطالة و قلة العمل و عدم وجود دخل يزودهم بأبسط مطالب الحياة. أن تعمل في بيع و تصدير اللاشعور للناس و للدول الأخرى أمر مربح للغاية هذه الأيام!
أعتقد انه خبر عن فلسطين. انه خبر يعنيه و يعنيني و يعنينا جميعا. وضع القلم أرضا. ارتطم القلم بالمنضدة و كأنه كتلة من هموم لم تستطع المنضدة أن تستوعبها, كدت أسمع صوتها و هي تصرخ مهلك علي! كدت أرى ملامح صدى ذلك الصوت ترتطم بالحائط المجاور. يا الهي أوصل بنا الحال إلى درجة يعجز فيها حتى القلم أن يعبر عنها. أطفال يقتلون كل يوم شيوخ, و نساء. بيوت تهدم على رؤوس أصحابها و النصف الباقي من شعبي يحلم بأن يلمح شمس الحرية و لو لوهلة!
لا... هاهو يلقي بالجريدة أرضا و أنا التي عهدته صبورا. لم يحتمل ألم بلاده الممزوج بأصوات الدماء. انه يتركها بخجل مزرِ كأم عزباء تترك رضيعها عند أول ملجأ يصادفها. فضول يستوطن عقلي يجبره على الخروج إلى الشارع يحركه كدمية خشبية. أتساءل. ماذا دهاه و لما هذا الشعور بالازدراء؟! يخطو خطوته الأولى مبتعدا عنها و عني و أنا اتبعه بنظري.
رجل الساعة لا احلم بلقائه سوي لحظات ثم تصبح رؤيته مجرد صدفة أو حلم عابر قد استمتعت به حواسي و لو للحظة! لو كنت اعلم بما يخفيه لي القدر, لما نظرت له يوما و لما انتظرت ساعته, رجل الساعة.
بدأت ملامح قامته تختفي و هو يمشي و أنا لا أرى منه سوى ظهره. أكاد اقسم يا الهي أني أحفظ ملامح ظهره بإتقان. يذكرني برسمة أحب رسمها من وقت لآخر. حنظله, آه ما أجملك و كم أنت معبر يا حنظله, لم يعتقد ناجي العلي يوما و هو يخط بك قلمه بأنه يوقع على شهادة وفاته. كم تشبه حالتي و رجل الساعة حالة حنظله و فلسطين. فكما هو رجل الساعة, حنظله ليس إلا رمز استهبال و تجهل و صمت إخوتك يا بلدي رغم علمهم كم أنت بحاجة لهم. نظرت و في عيناي حرقة. و إذ بقطرات ماء مالح تتساقط على وجنتاي أهو دمع أم مجرد سيل من العرق! لم استطع أن احدد أو لربما قد تجاهلت ذلك عمدا ربما لأني لا أريد أن اعترف بالهزيمة.
هو رجل الساعات القليلة المتكبر, المتواضع أحيانا و في أحيانا أخرى أراه شاعرا. هو لم يأخذ تلك الجريدة قط و أنا لم أكن أراقبه و لعلني اختلقت الأمر فقط و لعل تلك المشاعر كانت مجرد خيال في ذهني أو بضع أفكار مفتتة في زوايا دماغي فلكم تمنيت رؤيته جزئا من الساعة. فلأنهي هذه المهزلة إذا و لأضع نهاية لهذه اللعبة. لقد حان فعلا وقت كتابة النهاية لهذه الخاطرة الهزلية. بيد أن وجعي لا ينتهي!