الجمعة، 14 ديسمبر 2012

حققنا جزئا من النصر


بعد مضي أكثر من أسبوعين وبعد العدوان الأخير على غزة, يدور في ذهني سؤال قد طرحه محمود درويش من قبلي. هل كلنا شهداء؟!
سؤال لا أستطيع الاجابه عنه يا درويش إلا بسؤال آخر؟ هل نحن الفلسطينيون أحياءً أم أموات؟! هل انتصرنا فعلا كما يقال أم أننا توهمنا ذلك وعشناه؟!
لازالت تتطاير أمام مقلتاي صورا من ذلك الماضي المؤلم القريب.. فمن كان يتوقع كل هذه الضحايا التي سقطت على حين غرة وبقرار  بسيط من معتدي غير إنساني؟!
 وخلال قراءتي للأحداث الصعبة التي مر بها شعبنا وبخبرتي البسيطة ببعض جوانب الحياة, سمعت عن جندي يقتل بسبب مخالفة ما. رئيس يعدم لارتكابه جرما ما. قائد لحزب سياسي ينفى لبلد آخر لتفوهه برأي ما. و لكني لم أرى أطفالا يقتلون بدم بارد وذنبهم الوحيد أن أباهم كان يدافع عن أرض بلاده!
 لم أقرأ يوما بأي كاب سماوي أو تشريع وضعي أية نصوص تبيح إراقة دماء الأطفال و تشويه معالم طفولتهم البريئة!! لم تستوقفني أيا من مواد القانون الدولي أو اتفاقاته  تحث على قتل الاعلامين أو بتر أعضائهم!!
ليس للإرهاب دين.. حقوق الإنسان.. الديمقراطية وسيادة القانون""
عبارات سمعتها كثيرا تداولتها وسائل الإعلام. لكني أستغرب ومع الأحداث المتعاقبة في كل يوم خصوصا في منطقتنا عدم احترامها وتطبيقها, أمر غريب وفي وسط هذا التطور الهائل التي تتجه له  الحياة البشرية وتوجه الشعوب نحو التنمية والإنسانية وما زال العديد من المجتمعات يقف حائرا أمام هذه القيم والمبادئ لعدم تطبيقها!!
يبدو أن الأمر أكثر تعقيدا مما عليه
!!
 ويبدو أن لهذه المصطلحات معنا آخرا نجهله نحن الفلسطينيون غير الذي عرفناه وتعرفه البشرية جمعاء أو لربما عاجزون عن فهمه !!  كل الاحتمالا تبدو جائزة الآن في زمن الديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي. . . !
ما استطعت استنتاجه حتى الآن أن انتهاكات حقوق الإنسان تتخذ مساقا وتعريفا آخرا بنظر كل من الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائهم بالعالم.








 أما بالنسبة للاتفاقيات الدولية المتعاقبة التي هي وبالأساس لمصلحة البشرية وخدمة للأمن والسلم الدوليين كاتفاقية جينيف و غيرها فلا عجب على من لا يحترم تلك المبادئ والقيم الإنسانية السامية اختراقها و كأنها لم تكن.
لقد بدأ العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة باستهداف أحد القادة السياسيين من أبنا فلسطين ظنا منهم بأن الامور ستكون لصالحهم كما هي الحال في كل مرة. ولا استطيع الجزم أن الامور كانت لصالحنا هذه المرة أيضا مع هذا العدد الكبير من الضحايا شهداءا و جرحى, ولكن غزة وكل فلسطين حققت شيئا مهما في تلك الأيام وبعدها..
فمن كان ليعتقد أن قوة بعظمة قوى الاحتلال الإسرائيلي سيصيبها هذا الكم من الخسائر. و من كان ليعتقد بأن قوة كهذه ستخشى قذائفا بدائية و تسعى لتعجيل تحقيق إيقاف إطلاق النار!!
رغم الضحايا و رغم الدماء و رغم الآلام إلا أنك لكم تبدو صامداً و عظيما و قت الشدائد يا شعبي صمدت بجبهتك الداخلية وقاتلت لنزع اعتراف ولو جزئي بالمحافل الدولية. . . أفهمتهم أن حق تقرير المصير لن يتوقف عند الشعب الفلسطيني بل هو مطلب أول له وسيحارب لتحقيقه بكل الوسائل !!
وأريدكم معي أن تتنبهوا للآتي ففي ترجمة للدكتور ناصر اللحام الإعلامي الفلسطيني المعروف لإحدى الصحف العبرية ان وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود بارك وفي زيارة له لإحدى فرق جيش الاحتلال على الحدود مع قطاع غزة يحثهم ويأمرهم بأن يستعدوا في أي لحظة لاجتياح بري فتلقى ردا من أحد الجنود قائلا : " أتريدنا أن دخل غزة بريا لمن؟ و لماذا؟ اذا أردت قتل هدف ما فلتقتله بالطائرة...أما بالنسبة للحرب البرية فهي خسارة محتمة لنا و لن نحصد منها شيئا سوى موتنا !! "
شخصيا , قد تكفيني هذه الجملة لأستنتج أننا حققنا جزئا من النصر . . . فليحيا صمود شعبنا المناضل على مر الزمن و تحيا فلسطين حرة أبية
.