الاثنين، 5 مايو 2014

حكايات في صور #num2

  كنت أعتقد بأني قد فقدت قدرتي على الكتابة حيث  لم يحدث أن استخدمت قلمي منذ فترة طويلة. . .أو بالأحرى فإن ما ترجمه قلمي حتى الآن لم يرق لي و لم أكن معنية حقاً بنشره.
  الواقع أنني منذ وقع نظري على هذه المجموعة المميزة من الصور، استيقظ بداخلي شئٌ ما. . . فالحزن و الحب لطالما كانا الوقود الذي يشعل في روحي فتيل الحنين للكتابة.
  قد يكون للسعادة الطعم الأجمل دائماً في ذهن الانسان إنما للحزن الوقع الأعمق. فنحن نستطيع أن ننسى أياماً شعرنا فيها بالسعادة، إلا أننا لا نستطيع أن نتجاهل لحظةً واحدة شعرنا فيها بالأسى. . . في تلك اللحظة بالتحديد نعيش صراعاً مع خيالاتِ مَن حولنا نلومهم و نحصيهم عدداً.
  لم أكن بارعة يوماً في ترتيب الكلام المعسول على لساني أو في المجاملة، لذلك و بكل بساطة سأطلق العنان لرأيي و ذهني في ترك ملاحظاتٍ تخص هذه الصور. . . أكرر، ملاحظات فقط !!
هذه الصور، هي ليست الأجمل، ربما، و لكنها تحمل في طياتها معانٍ كثيرة. حتى أصغر التفاصيل فيها تحمل معانٍ هائلة.
  قد أهتم بالملابس الفاخرة و المزخرفة و الملونة كسائر الفتيات لكن تلك الثياب البالية، المهترئة، التي ترتديها تلك الأجسام الصغيرة هي الأجمل من وجهة نظري الآن، فهي ما أتاح لي الفرصة اليوم لأكتب. . .
في كل لحظة أنظر إلى تلك الصور تجتاحني عاصفة من الأفكار أولها أنني سوف أُقبل على الرابعة و العشرين من عمري و لا أزال أتذمر من حياتي. . .!
  كم تبدو الحياة هناك بسيطة. . .انظرُ إلى هؤلاء الأطفال بعضهم لا يجد من الطعام سوى ما يسد جوعه و يسكت به معاركاً تتلاحم في أمعاءه. و بعضاً لا يمتلك من الثياب سوى ما يستر به عورته. . . و بعضهم الآخر قد فقد أناسً كانوا الأقرب.
  دائما ما كان في البساطة و الفقر الأثر الكبير على الأقلام لما لها من بريقٍ خاص يبهر الأبصار بروعته. كيف لا و أغلب أهل الجنة فقراء. . .!
  لا أعلم إذا ما كان الحزن الذي يسكنني الآن هو سر انجذابي و افتتاني بهذه الصور البسيطة و لكن كل ما أعلمه هو أنني و في هذه اللحظة بالذات مسحورةٌ بشكل تام بها. . .
  ذلك الألم المدفون في عيون الملائكة الصغار، و المعجون بالأمل، كالكنوز الدفينة في الجزر القديمة. و تلك الابتسامات المذهلة الشامخة شموخ جبال، تصنع في الصورة لوحة فنية تكاد تنطق. و أنا الآن أعترف أنني فشلت في تحويل الصور إلى كلمات، و في ترجمة هذه الصور. . .
ربما كنت أتهرب من البوح بما في داخلي بوصف هذه الصور و لكنهم قد نجحوا قليلاً في التخفيف عني. . . حين يلقي المرئ نظرةً على آلام غيره تصبح ما بداخله من جراح أمورٍ هينة!
  إن " أشد أنواع العجز هي عدم القدرة على الكلام "،  قد نعجز أحياناً عن البوح بما بداخلنا و نكتفي بالصمت. . . نعجز عن الإفصاح عن مخاوفنا، ليس لأننا لا نستطيع ولكن لأن أرواحنا قد وصلت لحد التشبع. . .! لدرجة أن كل لغات العالم بمفرداتها لا يمكنها تفسير ما بداخلك. في هذه الحالة نكون قد وصلنا للمراحل المتقدمة من الألم!
قد لا تكون حياتنا رائعة أو قد لا تحتوي كل ما نحلم به و لكن الأكيد أن في كل يومٍ شئٌ رائع، شئ يستحق أن نعيش من أجله. . . في كل يوم حياة ما و في كل حياة درس يبقى صداه يعوي في جوفِ كلٍ منا. و لكننا في كل مرة نمُرّ بذات المقطع من شريط ذاكرتنا تخوننا الذاكرة و ننسى ما قد تعلمناه.





ربما لم أعطي تلك الصور حقها في كتاباتي هذه المرة. . . و لربما كانت مجرد أداة لكي أترجم بعضاً مما يحدث في زوايا نفسي. و لربما أنا ممتنةٌ لها الآن كثيراً لأنها سمحت لي بالكتابة. . . انتهى!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق